مفكرون مصريون: الأخلاق أساس المواطنة.. والأوطان قبل الأديان
محمد هاشم
حثت جميع الأديان السماوية على الأخلاقيات وحب الوطن والتمسك بالقيم والمبادئ،
فعندما يتحلى المواطن بها يرتفع حسّه الوطنى والانتماء، والأمة التى يتمتع شعبها بالمبادئ والأخلاقيات ترتفع فوق رؤوس الخلائق، وعلى النقيض إذا تدهورت، وكما يقول الشاعر "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا".
ويؤكد مثقفون مصريون على أن جميع الأديان السماوية دعت إلى الأخلاق وحب الوطن والانتماء، ويرى الدكتور "إسلام النواوى"، عضو إدارة الفتوَى وبحوث الدعوة، أن حب الأوطان من القيم التى رسمها الدين الإسلامى، وحياة النبى- صلى الله عليه وسلم- أكبر دليل على حُبّه لوطنه وحفاظه عليه فقد عاش قبل البعثة فى مكة المكرمة، وكان ينعم بحب الناس إلى أن جاءته البعثة.
وأذاه الناس فهاجر إلى المدينة وعندما عاد إلى مكة قال قولته الشهيرة " ص" لأهل مكة "اذهبوا فأنتم الطلقاء"، وهذه الجملة أساس فى حب الأوطان.
وفى القرآن الكريم يقول ربنا سبحانه وتعالى: "هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها"، والعمارة هنا تعنى التعمير والإنشاء والتقدم.
ويضيف "النواوى" إن السلوك القويم والأخلاق الحسنة ركيزة أساسية، ودعامة من دعائم حب الأوطان والحفاظ عليها، وقد دعا نبينا محمد"صلى الله عليه وسلم" بحُسن الخُلق، فالأخلاق تجعل أفراد المجتمع يدعمون بعضهم بعضًا، وتكون قوة الارتباط بالأرض نتاج ذلك، مشيرًا إلى أنه عندما قام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بحمل الثقل عن المرأة الكافرة أحبت أن تكافئه بنصيحة فقالت له يا بنى إن هناك رجلًا يزعم أنه رسول، فإياك أن يخدعك بحلاوة حديثه، فقال لها رسول الله: أنا محمد، فأمنت المرأة .
فيما يرى الشيخ خالد الجندى، الداعية الإسلامى، أن المواطنة تسمو على الأخلاقيات، مضيفًا إن الأخلاقيات اختيارات بشرية، أمّا المواطنة فأكبر وأعظم من الجميع، فيذهب أصحاب الأخلاق وتبقى المواطنة، وحب الوطن فوق الجميع.
وأضاف إن هناك سورة بالقرآن الكريم تسمى «البلد»، وجاءت فى مقدمة آياتها: "لا أقسم بهذا البلد".. والبلد هنا هى الوطن، وهناك آيات أخرى تشير إلى مقدار الوطن. مضيفًا إنه جاء فى حديث شريف عن الرّقية الشرعية رواه البخارى ومسلم، "بسم الله تربة أرضنا وريقة بعضنا يشفى سقيمنا".. مؤكدًا على أن هذا المعنى له دلالات كبيرة ومهمة للغاية،
ويقول الجاحظ كانت العرب إذا غدت أو سافرت حملت من تربة أرضها رملًا تستنشقه، "ومن مات دون أرضه فهو شهيد"، وهذا تكريم للوطن وللشهيد.
فيما يرى أحمد فوزى البهى، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، أن الإسلام احترم الآخرين، مؤكدًا على أنه طوال فترة سيدنا محمد "صلى الله عليه وسلم" لم نر أى حادث تمييز، وكانت وصاياه "صلى الله عليه وسلم" تحث على عدم قطع شجرة أو قتل شيخ أو طفل أو راهب خلال الغزوات، والدين الإسلامى يدعو إلى حب الوطن والانتماء وحُسن الخلق.
بينما يرى القس أنور إسكندر، راعى كنيسة الأقباط الانفنتيست، أن الكتاب المقدس حث على حب الوطن وطاعة الحاكم والتمسك بالأخلاقيات، وجاء به "أعطوا الجميع حقوقهم، والجزية لمن له الجزية، والجباية لمن له الجباية، والخوف لمن له الخوف، والإكرام لمن له الإكرام"، كما دعا إلى الأخلاق، مشيرًا إلى ما جاء بالإنجيل "صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم"، كما جاء به "ليس بالخبز وحده يعيش الإنسان" .
فيما ترى د.عايدة نصيف، عضو مجلس النواب، أن المواطنة تعنى أن المواطن عليه واجبات وله حقوق، والقيم والأخلاقيات جزء من الهوية المصرية، وجزء من الهوية الثقافية، مشيرة إلى أن الكتاب المقدس حث على حب الوطن، وترسيخ القيم، واستدلت بقول الإنجيل: "ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه"، و"دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله".
فيما يرى المفكر جمال أسعد، أن الإنسان قبل الأديان، والقيم والأخلاقيات فطرية داخل كل إنسان، وأيضًا الانتماء للوطن، وحب البقعة الجغرافية والانتماء لها أيضًا فطرة، ولا تناقض بين القيم البشرية والرّسل والأديان.
تم اضافة تعليقك بنجاح، سوف يظهر بعد المراجعة